اكتئاب ما بعد الولادة
تشعر العديد من الأمهات بمشاعر متضاربة بعد تجربة الحمل والولادة، من ضمنها بالطبع الفرح والحب للمولود، ولكن هناك مشاعر قلق وحزن تسيطر عليها قد تتطور هذه المشاعر لتُصاب باكتئاب ما بعد الولادة، وهو نوع خطير من الاكتئاب لا يجب الاستهانة به، لذا هذا المقال مهم لكل أم سواء مرت بهذه التجربة أم لا، وهي أهم للأزواج والعائلة حتى يتمكنوا من تقديم الدعم المناسب للأم في هذه الفترة.
في هذا المقال سنتعرف على ما هو اكتئاب ما بعد الولادة ؟ أعراضه ،وأنواعه وكيفية التغلب عليه؟، دور الزوج والأسرة مع الأم وكيفية تقديم الدعم.
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
لا يوجد أسباب مؤكدة لاكتئاب ما بعد الولادة لكن هناك عدة عوامل تلعب دورًا كبيرًا في ذلك:
- التغيرات الهرمونية: انخفاض نسبة الأستروجين والبروجستيرون في الجسم بعد الولادة.
- الضغط النفسي: تغيير روتين الحياة واضطراب نظام النوم، كذلك تغير شكل الجسم بعد الولادة، الشعور أنك المسؤولة بالكامل عن حياة طفل بشكل كامل، كل هذا يجعلك مرهقة و تشعرين بالحزن والانزعاج.
أنواع اكتئاب ما بعد الولادة
النوع الأول: الكآبة النفاسية
تشمل الأعراض الآتية:
- التقلبات المزاجية
- الحزن
- القلق
- انخفاض التركيز
- شعور دائم بالتعب والإرهاق.
تستمر هذه الحالة لمدة أسبوع أو أسبوعين، لكن عندما تزداد تلك الأعراض حدة هذا مؤشر غير جيد أن الأم بدأت تدخل في النوع الثانية من الاكتئاب.
النوع الثاني: اكتئاب ما بعد الولادة
تزداد الأعراض حدة وتزداد المدة وتؤثر على المهام اليومية ورعاية الطفل بشكل واضح وتشمل الأعراض هنا:
- نوبات غضب شديدة
- قلق دائم
- الشعور أنك أم غير صالحة
- تجنب جميع الأهل والأصدقاء وحتى الزوج.
- نوبات هلع
- التفكير في إيذاء النفس أو الطفل.
- أفكار انتحارية
لابد هنا من تدخل طبيب نفسي متخصص لأن الأمر يحتاج إلى علاج دوائي، حتى لا نصل إلى النوع الثالث.
النوع الثالث: ذهان ما بعد الولادة
ويشمل الهلوسة المرئية أو السماعية، إذ تسمع الأم أصوات وترى أشياء متوهمة وغير حقيقة، ويمكن في هذه الحالة أن تؤذي طفلها أو نفسها.
يتطلب الأمر الدخول في برنامج علاجي متكامل.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة
هناك عدة طرق للعلاج النفسي بعد الولادة منها:
- العلاج المعرفي السلوكي.
- العلاج الدوائي ويشمل (مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثبطات امتصاص السيروتونين-نوربينفرين، مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية).
- العلاج بجلسات تنظيم إيقاع المخ.
- جلسات العلاج الجماعي.
دور الزوج في اكتئاب ما بعد الولادة
- مساعدتها قدر الإمكان في أعمال المنزل والإهتمام بالطفل.
- عدم الضغط عليها، ونفهم حالتها.
- عدم التعليق على شكل جسمها أو تغير حدث لها.
- تقدير أنها أم جديدة ودعمها نفسيًا بالمدح والهدايا.
- عند زيادة الأعراض الذهاب فورًا لطبيب معها ودعمها في العلاج.
دور الأهل في اكتئاب ما بعد الولادة
- عدم التشكيك أنها أم جيدة.
- عدم اتهامها أنها لا تستطيع الاهتمام برضيعها.
- المساعدة في الأعمال المنزلية.
- تفهم حالتها الصحية بعد الولادة.
ختامًا عزيزتي الأم نرجو منك الإهتمام بصحتك النفسية والجسدية، حتى تستطيعين رعاية طفلك على أكمل وجه، اكتئاب ما بعد الولادة ليس بالأمر الهين، اطلبي الدعم والمساعدة بكل وضوح ولا تشعري أنك عبئ على أي أحد.
استمتعي بفترة الحمل وتجهيز للولادة لأن هذا سيساعدك في تقبل أعباء ما بعد الولادة.
زوجك هو شريك حياتك، وهو شريك في هذا المولود لذا يجب أن يكون هناك لغة حوار وتفاهم بينكم دون خجل، وإذا شعرتي بالضيق من أي شيء تحدثي معه بوضوح تام.
لا تنظري عزيزتي الأم تفاقم الأعراض، اذهبي لمختص نفسي للإستشارة والتحدث لأن حياتك وصحتك وصحة طفلك تهمنا جميعًا.