تكوين شخصية طفلك
تتذكرين جيداً ابتسامة الطبيب وهو يخبرك أنك بعد تسعة أشهر ستكونين أماً.
قفي تلك اللحظة تختلط كل المشاعر ما بين الفرح والخوف من المسؤولية،فرحة ذاك الشعور الذي لطالما انتظرته والخوف من الألم لحظة ولادته
والخوف عليه قبل ولادته والمسؤولية التي توليتها منذ لحظة إختيارك شريك حياتك.
إن كلمة ماما يكون مقابلها الكثير من التضحيات بالوقت والمجهود، ولكن هل يا ترى نحن على قدر من المسؤولية لتربية إنسان سوي؟
هل تعين جيداً كيف تهتمين بصحة طفلك النفسية في ظل مجتمع كل ما يراه هو الصحة الجسدية ونصائح التغذية؟
هل تعلمتي كيف ستتعاملين مع أخطائه وبكائه الغير مبرر؟ هل أعددت نفسك كأم ستكون مسؤولة عن بناء وتكوين شخصية إنسان متكامل؟!
إذا كنت خائفة أو مترددة أو مرتبكة فلا داعي للقلق، في تلك المقالة سوف نتعلم المعايير الأساسية للتعامل مع طفلك وكيفية تكوين شخصيته بشكل مستقل وناضج.
أولاً عليك أن تنتبهي أن إبنك يصدق ما يراه منك فإذا رأى إحتراماً وتقديراً له ولمشاعره، سوف يؤمن حينها أنه يستحق ذلك وسوف ينضج ويكبر وهو بداخله ذلك اليقين
وسينعكس ذلك على كافة تصرفاته، والأهم من ذلك أن شعور طفلك يتكون منذ اللحظات الأولى
لذا حاولي ألا تلقي عليه أي نوع من أنواع اللوم أو الكلمات التي تحمل اي معنى من معاني الإهانة مهما مر عليك شعور بالإرهاق والتعب والضجر من تحمل المسؤولية أو الضغوط النفسية.
ثانياً عليك أن تعيدي النظر في كل أساليب التربية المتبعة سواء ما اعتادت عليه أو ما تسمعيه من حولك،
فبمجرد وجود طفلك ستنهال عليك مجموعة من النصائح فرجاءاً فكري فيها جيداً قبل إتباعها مع طفلك،
خاصةً أن لكل طفل شخصية تختلف عن الطفل الآخر، فليس كل ما يتبع صحيح حتى وإن كانت نتائجه صحيحة فلا تتوقعي حدوث نفس النتيجة مع طفلك.
ثالثاً راقبي طفلك جيداً بهدف متابعة حالته النفسية، وعليك أن تستشير طبيباً في حالة ملاحظة أي من العلامات التالية:
الهدوء والعزلة الغير معتادة ، الصمت لوقت طويل دون التعبير عن مشاعره أو عن أحداث يومه، حيث إنه من الممكن أن يكون لديه رهاب إجتماعي أو إنسحاب.
إذا وجدتي طفلك يتعامل بعنف شديد مع غيره أو يتنمر ويبالغ في ردود أفعاله على المواقف المعتادة،
فذلك لايعني انه مجرد طفل بحاجة لمزيد من التربية بل هو بحاجة لتعديل سلوك، لأنه ربما يكون مرهقاً نفسيا إلى حد يجعله يتصرف بتلك الطريقة الغير معتادة.
عليك أيضاً أن تنتبهي إذا لاحظتي أن طفلك يخاف بشدة من الآخرين أو يخشى من أشياء عادية، إن من الممكن أن يكون ذلك مؤشراً خوف مرضي.
سيظل هناك جملة دوماً تتكرر وهي أن هناك سلوكيات تصدر من الأطفال بشكل يجعل الآباء يفقدون السيطرة على أعصابهم
وبالتالي يؤثر ذلك على ردود أفعالهم مما يجعلهم يتصرفون عكس كل ما تحدثنا عنه
ولكن لأن هناك دائما حل حاول ان تبدل غضبك الفضول وتبحث دوما وراء الأسباب التي تجعلهم يتصرفون بشكل يثير غضبك
ومن ضمن تلك الأسباب:
أشياء تحدث داخل المنزل مثل الغيرة الأخوية، فالاهتمام الزائد بطفل وإهمال طفل آخر، يجعله يتصرف بشكل ملفت للانتباه أنه في أشد الحاجة
للاهتمام فيضطر أن يلفت إنتباهك بتصرفاته الخاطئة على أمل أن يجد الشعور الذي يفتقده، فحينما يكون لك رد فعل قاسي دون فهم السبب وراء سلوكه،
هذا سوف يزيد من اضطرابه ويزداد غضبك منه.
المشاكل الأسرية،قد يظن الأباء أن الأطفال في سن صغير لا يدركون ما يحدث حولهم،ولكن على عكس المتوقع يدرك الطفل جيداً مايحدث بين والديه وينتقل إليه الشعور المسيطر على البيت،
لذا حاولي دائماً أن تحافظي على شعورك ومشاعر والده حيث أن سكان المنزل واستقراره سوف ينعكس على طفلك وعلى صحته النفسية.