الرضاعة في رمضان

كرم الإسلام المرأة في أحكام الفقه والشريعة، وجعل لها منزلة لا تضاهيها شيء

وهل هناك أكثر من أن الجنة تحت أقدام الأمهات، ومع اقتراب الشهر الكريم الذي ننتظره من العام للعام، يبدأ كل إنسان أن يسأل عن ظروفه

هل تتأقلم مع الصيام أم لا، وهكذا الحال مع الأمهات المرضعات الذين يمتلكون الكثير من الأسئلة حول الرضاعة في ظل الصيام

هل يجوز للمرأة الحامل الإفطار في نهار رمضان ؟

 

الأصل في هذا السؤال أن الصيام لا يسبب مشقة على المرأة المرضع ولا على طفلها

ما دامت في صحة جيدة ولا ينقص جسمها العناصر الغذائية الأساسية، وفي حالة أن الطفل الصغير بصحة وعافية ولا يحتاج لغذاء أكثر من الحاجة

ولكن إن كان الطفل مريضًا أو يعاني من الضعف ويحتاج لتغذية تفوق تغذية الطفل العادي

أو إن كانت المرأة مازالت تعاني من بعض المشكلات الصحية من بعد الولادة وأثناء الرضاعة

وتتناول الكثير من الأدوية التي تعينها على إرضاع طفلها لصحتهم معًا

إذًا فلا حرج عليها في الإفطار طوال شهر رمضان مادامت لا تحتمل الصوم والإرضاع معًا

ويعتبر تعذر المرأة في الصيام كالمرض أي أنها ليست بحاجه للفدية

بل كل ما عليها هو قضاء هذه الأيام مرة أخرى عندما تكون قادرة على ذلك حتى وإن كان بعد أن يُفطم الطفل الصغير.

 

هل يؤثر صيام الأم على نمو الأطفال الرضع؟

يعتبر الحليب هو المصدر الأساسي للغذاء الذي يحصل عليه الطفل منذ اليوم الأول

فالحليب هو ذلك الوجبة الغذائية المتكاملة التي تحتوي على جميع العناصر المعدنية والفيتامينات التي تبني جسم قوي، صحي وسليم

لطالما كان صيام الأم أمرًا عليه تساؤلات كبيرة من قبل الأمهات وأطباء الأطفال والعلماء.

لذلك تم إجراء الكثير من التجارب حول العالم للإجابة عن هذا السؤال بإجابة علمية بحتة

والحقيقة أن تحليل لبن الأم التي تصوم شهر رمضان أظهر أن هناك بعض التغيرات الكيميائية الطفيفة تحدث بالفعل في لبن الأم.

هذه التغيرات تكمن في مستويات العناصر الغذائية

ومن أبرز العناصر التي تنخفض هو عنصر اللاكتوز وبروتين الفيريتين، وينخفض أيضًا عنصر الفسفور، وهذا عكس ما يحدث مع عنصر الكالسيوم الذي وجد العلماء أنه يرتفع بشكل ملحوظ أثناء صيام رمضان.

أما بالنسبة للأطفال الذي صامت أمهاتهم الشهر والذين كانوا يتمتعوا بصحة ممتازة كشرط أساسي للخضوع لهذه التجربة

فلم يجد العلماء أن هناك أي فرق ملحوظ في النمو بل كان معدل نموهم في هذا الشهر كباقي شهور العام ولا يوجد أي تثبيط في عملية النمو للطفل.

وهو ما أكد أن الصيام للمرأة المرضعة وطفلها اللذان يتمتعان بصحة جيدة بلا وجود المشكلات الصحية المختلفة

ليس له تأثير سلبي على صحتهم معًا، ولكن نبه العلماء أيضًا أن عدم وجود تأثير يكون بسبب أن فترة صيام رمضان هي فترة قصيرة.

لكن لا ينصح بكثرة صيام الأم المرضعة على مدار العام

أي أن صيام رمضان لها يكفي حتى لا تتأثر صحة الطفل فيما بعد ويبدأ وجود مشاكل في النمو للطفل، ومشكلات صحيحة في جسم الأم.

زيادة حليب الأم في رمضان

لما كان للرضاعة الطبيعية أهمية كبيرة على صحة الطفل، كان لابد أن توفر الأم كل العوامل التي تساعد على توافر حليب مليء بكل العناصر الصحية التي يحتاجها الطفل.

وبرغم أن الصيام لا يؤثر بشكل فعال على تركيبة اللبن الذي تفرزه الأم

كان يؤثر على ما هو أهم من ذلك وهو كمية الحليب التي تنتج من الجسم، لأن في هذا الوقت بينما لا تكون كمية السوائل التي تتناولها الأم مثل السابق فيحدث إلى جفاف، وبالتالي تقل كمية الحليب تلقائيًا.

ولكن هذا الأمر يمكن أن تسيطر عليه الأم وأن تتحكم فيه حتى لا يشكل صيامها

أي فرق بين هذه الأيام والأيام العادية فقط كل ما عليها هو التركيز على تناول بعض الأطعمة التي تعمل على توازن السوائل داخل الجسم ومن أهم هذه الأطعمة.

•   الفواكه بجميع أنواعها

الفواكه هي ثمار مكونة بنسبة كبيرة جدًا من المياه التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن.

بجانب ذلك فإن الفواكه هي المصدر الأول اللاكتوز الذي يعتبر العنصر الأكبر المتأثر بعملية الصيام حيث تنقص معدلاته بصورة كبيرة داخل لبن الأم وبالتالي تعتبر الفاكهة هي العنصر التعويضي لغيابه وما يجعل الرضاعة أثناء الصيام لا تختلف كثيرًا عما قبله.

•  الخضروات خضراء اللون

 ألوان الخضروات والفاكهة لم تختلف عن بعضها البعض هباءًا، بل تتلون الفاكهة والخضروات من الأحمر والأخضر والأصفر على حسب العناصر الغذائية المكونة لها وما هو المعدن الرئيسي الطاغي على التكوين.

وعلى هذا فإن الخضروات الورقية خضراء اللون تعتبر من أفضل الخضروات للمرضعة

وذلك لأنها تحتوي على نسب عالية جدًا من فيتامين أ ومعدن الكالسيوم والحديد كما تحتوي على البروتينات التي تقوي أنسجة الثدي وتدعم فرز الهرمون المسؤول عن الحليب.

•   الأسماك والمأكولات البحرية

للأسماك فوائد كثيرة جدًا على الإنسان وخصوصًا المرضعات التي تحتاج أجسامهن معدلات عالية من الأحماض الأمينية التي بدورها تؤثر على الكمية المنتجة من الحليب داخل الجسم حيث تعزز الهرمونات المنتجة

مما يعتبر من الأمور الهامة في معادلة الجفاف الذي يحدث داخل الجسم بسبب نقص السوائل كما أن الأوميجا 3 تعمل على تقوية جسم المرأة التي تقوم بالرضاعة والصيام في نفس الوقت

•   منتجات الألبان

تعتبر الألبان بجميع أشكالها “الحليب، البيض، الجبن” هم المادة الخام للعناصر الغذائية

التي يحتاجها الإنسان سواء كان طفلًا صغيرًا أو حتى إنسانًا بالغًا، لذلك يجب أن تهتم الأم بصورة شديدة على تناول منتجات الألبان في أوقات الطعام أثناء رمضان.

وذلك لأنها ستساعدك على توازن العناصر الغذائية وفي نفس الوقت تعوض عن نقص السوائل في الجسم.

 

نصائح هامة للأم المرضعة في نهار رمضان

الأم المرضعة سيكون عليها عبئًا كبيرًا في الاهتمام بصحتها وصحة طفلها، حيث يجب أن تكون طوال الوقت في أفضل حال حتى لا يتأذى ذلك الفرد حديث الولادة، لذلك يجب على الأمهات في نهار رمضان أن

• تلزم الراحة التامة وتبتعد تمامًا عن أي عنصر شقاء وتعب لأن الجسم سيكون فاقد لبعض عناصره الأساسية إضافة على ذلك فإن المجهود الزائد يحتاج حرق كميات أكبر من العناصر الغذائية مما سيؤثر بالسلب على صحة الأم والطفل معًا
• بعد الإفطار يجب أن تنتبه الأم إلى معدلات السوائل وخصوصًا الماء حيث يجب أن تعوض ساعات الصوم
• وتقوم بشرب بما لا يقل عن كوب من الماء في كل ساعة حتى موعد الإمساك بالإضافة إلى تناول الأطعمة التي تكثر فيها السوائل والألياف الطبيعية كالبطيخ والموز
• يجب أن تبتعد الأم تمامًا عن المشروبات المنبهة والتي تحتوي على كميات عالية من الكافيين، لأنها تزيد الأنزيمات التي تثبط عملية إنتاج الحليب وبالتالي سيكون سببًا مضاعفًا في قلة الحليب أثناء الصيام والإصابة بالجفاف التام الذي قد يجعل الصيام خطرًا يهدد المرآة الحامل وصحتها.