مؤشرات فرط الحركة
كام مرةً عاقبتي طفلك على نشاطه الزائد في المنزل و حركاته الكثيرة التي تزعجك وتزعج من حولك فتضطرين للإعتذار، ومن ثم عقابه.
هل اتهمتيه بالغباء من قبل لكونه لا ينتبه وكثيراً مايفقد تركيزه بسهوله؟ إن كنت فعلت ذلك فعليك الإعتذار له
وإعادة النظر في طريقة التعامل مع سلوكياته لأنه ربما يكون مريضاً بفرط الحركة وتشتت الانتباه،
وإن كنت الآن في مرحلة الإستعداد لكونك أم، فوعيك بذاك الأمر سيساعدك على حماية طفلك بدلاً من ظلمه وعقابه دون تفهم ما يمر به من هرمونات فسيولوجية و مشاعر عاطفية.
في تلك المقال سوف نوضح لكي ماهو مرض فرط الحركة وتشتت الإنتباه وكيفية التعامل معه وما هي الأعراض أو العلامات التي إذا لاحظتها عليك التعامل معه بحكمة واستشارة طبيب مختص.
اولاً مرض فرط الحركة وتشتت الإنتباه يكن له مؤشرات مثل زيادة نشاط الطفل عن الحد المعتاد وعادةً ما يصاحبه فقدان التركيز لأن الطفل يصبح في حالة تشتت نتيجة للطاقة التي بداخله،
وتبدأ ظهور تلك الأعراض في العمر بين 6 إلى 12 سنة وكلما تم تشخيص المرض مبكراً
كلما ساعد ذلك على التعامل مع الطفل بشكل مختلف و يجعله يتطور ويتعامل مع نشاطه الزائد بقدرة أعلى وحكمة أكبر،
ولكن قد يخطر في أذهاننا جميعاً تساؤلٍ عن أسباب هذا المرض كي نتجنبه، و لكن حتى الأن لم يصل الأطباء لأسباب واضحة وكثيراً ما يوصي الأطباء بالكشف والتشخيص المبكر.
إذن كيف يمكنني أن أكتشف أن طفلي مصاب بمرض فرط الحركة وتشتت الإنتباه؟
حتى الآن لا يوجد تحاليل أو فحوصات يمكنها كشف إصابة الطفل بمرض فرط الحركة ولكن هناك مواصفات واضحة لكل الأطفال الذين يعانون من ذلك المرض. تلك المواصفات تتمثل في:
أولاً عدم استطاعة الطفل البقاء في نفس الوضعية لأكثر من دقائق، وستلاحظين انتشاره في أي مكان يدخله دون خجل، حركته الزائدة عن الحد المعتاد.
ثانياً كثرة الكلام وسرعته، فهو أحد الوسائل التي يعبر بها عن الطاقة الكامنة بداخله، لذا ربما تلاحظين أن طاقته لا تحتمل
ومهما حاولتي أن تطلبي منه أن يفعل أي نشاط يجعله يصمت لدقائق ولا يستطيع هو فعل ذلك.
ثالثاً فقدانه للتركيز سريعا نظراً لتشتت بإستمرار وتركيزه في أكثر من شيء في آنٍ واحد،
وستلاحظين عليه ذلك بشدة أثناء قراءة قصة أو مشاهدة التلفاز أو أثناء دراسته، مما سينعكس عليه ذلك في مستواه الدراسي
وقد يصاب بالإحباط أو الشك في مستوى ذكائه إذا حاولتي تعنيفه أو معاتبته على ذلك.
رابعاً إحتمالية نسيانه بعض الأمور، قد تظنين في بعض الأوقات أن طفلك يتلاعب او يدعي عدم تذكره شيء ما،
وقد يتطلب منك ذلك رد فعل عنيف خوفاً عليه من أن يعتاد الكذب
ولكن في حقيقة الأمر قد يكون طفلك مصاب بالنسيان نتيجةً لمرضه بفرط الحركة وكثرة تشتت انتباهه يكن لها بالطبع تأثير على ذاكرته.
خامساً العصبية والعناد وعدم الصبر قد يظن البعض أن الطفل العصبي والعنيد غير مهذب وبحاجة إلى إعادة ضبط سلوك
لكن عادةً ما يكون ذلك نتيجةً تغير في كيمياء العقل أو في هرمونات الجسم، والأكيد أن ذلك ينعكس على نفسية الطفل
فعادةً ما تكون العصبية نتيجة طاقة غضب عارمةً بداخله، أو عجز عن التمرد عن القيود التي تحوطه
وربما يكون صراعاً داخلياً بينه وبين ذاته رغبتاً في أن يُنفذ مايَؤمر به، ليلقى تقبل وإعجاب، وعجزة نتيجة فرط الحركة .
كل ذلك صراعات داخلية قد يمر بها طفلك، تظهر إليك في هيئة سلوكيات مغلوطة تجعلك تتصرفين معه بمزيد من العنف على أمل تهذيبه
ولكن الأمر يحتاج منك إعادة نظر في مجريات الأمور فى نفسية طفلك أهم من رغبتك في لقب الابن المهذب أمام الآخرين.
واخيراً إذا لاحظتي كل ماسبق أو جزءاً منه على طفلك، أرجوك إستشيري طبيباً مختصاً لكي يوجهك لأنسب الطرق التي يمكنها توجيه طاقة طفلك وتعديل سلوكياته
بشكل يساعده على ممارسة الحياة اليومية بشخصيةٍ سوية.